شبيهة القمر المشرف العام
عدد الرسائل : 178 العمر : 36 مزاجى : تاريخ التسجيل : 13/01/2009 الاوسمه :
| موضوع: يونس عليه السلام ......... من ظلمة الحوت إلى رحاب الله الثلاثاء يناير 20, 2009 10:26 am | |
| امتُحِن نبيّ الله يونس بن متى - عليه السلام - شأن إخوانه من الأنبياء في إيمانه بالله، فصمد وصبر وأبلى بلاء حسنًا؛ فقد أرسله الله تعالى إلى أهل نينوى في العراق فدعاهم فلم يستجيبوا فظن يونس أن العذاب واقعٌ بهم ففارقهم.
وبينما هو - عليه السلام - يركب سفينة في البحر إذا فطن ركابها إلى أنها ربما تغرق فأقرعوا بينهم على من يلقونه في البحر فجاءت القرعة على نبي الله يونس، فأُلقِي في البحر ليلتقمه حوت ضخم في عمق البحر.. لكن النبي الكريم لم ييأس من رحمة الله الرحيم، ولم يقف عن عبادته وتسبيحه رغم هذه الحوالك، وكان مما قاله مناجيا ربه في تلك المدلهمات (لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]، فكشف الله عنه غمته بأن ألقاه الحوت على الساحل، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين تظله ويأكل منها، وشفاه الله من قروحه، وهدى قومه كلهم أجمعين.
وقد قال القاضي أبو علي المحسِّن بن علي التَّنوخي - في كتابه الماتع "الفَرَجُ بَعْدَ الشِّدَّة":
ويونس - عليه السلام - وما اقتص الله تعالى من قصته في غير موضع من كتابه، ذكر فيها التقامَ الحوت له، وتسبيحَه في بطنه، وكيف نجاه الله عز وجل، فأعقبه بالرسالة والصنع.
قال الله تعالى: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) [الصافات: 139-147].
وقال صاحب الكتاب: أو هاهنا ظاهرها الشك، وقد ذهب إلى ذلك قوم، وهو خطأ، لأن الشك، لا يجوز على الله تعالى، العالم لنفسه، العارف بكل شيء قبل كونه، وقد روي عن ابن عباس، وهو الوجه، أنه قال: أو يزيدون، بل يزيدون، وقال: كانت الزيادة ثلاثين ألفاً، وروي عن ابن جبير ونوف الشامي أنهما قالا: كانت الزيادة سبعين ألفاً، فقد ثبت أن أو هنا، بمعنى بل، وقد ذهب إلى هذا: الفراء، وأبو عبيدة، وقال آخرون: إن أو هاهنا، بمعنى ويزيدون.
ومنها قوله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 87-88].
قال بعض المفسرين: معنى "لن نقدر عليه" لن نضيق عليه. وهذا مثل قوله: (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ) [الطلاق: 7].. أي ضيق عليه، ومثل قوله: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ) [سبأ: 39].
وقد جاء قدر بمعنى ضيق في القرآن، في مواضع كثيرة، ومن هذا قيل للفرس الضيق الخطو: فرس أقدر، لأنه لا يجوز أن يهرب من الله تعالى نبيٌّ من أنبيائه، والأنبياء لا يكفرون، ومن ظن أن الله تعالى لا يقدر عليه، أي لا يدركه، أو أنه يعجز الله هرباً، فقد كفر، والأنبياء - عليهم السلام - أعلم بالله سبحانه، من أن يظنوا فيه هذا الظن الذي هو كفر.
وقد وري: أن من أدام قراءة قوله عز وجل: [وذا النون إذ ذهب مغاضباً ...] الآية"... إلى قوله: [المؤمنين]، في الصلاة، وغيرها، في أوقات شدائده، عجل الله له منها فرجاً ومخرجاً. | |
|