في وقت شتاء المشاعر
ومع تساقط ثلوج الوحدة
وبرد الفراغ يجمد أطرافي
حيث لا حضن يدفئني
ولا ابتسامة تحييني
جسدي قطعة جليد
ودموعي أشبه ببلورات ثلجٍ تزين خدي
تمثال لا يثيرني مثير
لا شيء فيني ينبض
سوى عقلٍ مشبّعٍ بالذكريات
تبقيه حياً دونما فائدة تذكر
في فراغ الكون الكبير
لا أرى سوى شمعةٍ انطفأت بعد الرحيل
تأخذني الذكريات ليومٍ كانت فيه معي
أتلحف بجسدها من برد الهموم
وأتوسد حبها على صخور الغربة
نهر عطاءٍ لا ينضب
شمعة تنير كوني
أطوف معها مجرات الحياة
أقابل الغث فأرحل عنه للسمين
كل شيءٍ معها له لونه الخاص
أزهارٌ ملونةٌ بألوان قوس قزح
ومروجٌ خضرٌ تحلق فيها فراشات السعادة
على أنغام ضحكاتها
أتمايل معها راقصاً منتشياً
على صوت موسيقى السيمفونيات
يتحرك جسدي مع جسدها لا إرادياً
نرقص رقصةً كلاسيكية
كلماتنا لا تتعدى الهمس
وأحزاننا مجرد سراب
فأي حزنٍ يقتحم دفاعات سعادتنا
وأي همٍ يغزونا....؟؟!!
كنت معها رجلاً حقيقياً
تنتفخ عروقي بكبرياء الرجل
وبخشونة صوتي
ولكني أبقى دوماً طفلاً أمامها
تدللني..تحتضنني..تدافع عني باستبسال الأم
أتعطر برائحة جسدها
وأطرب مسمعي بهمسها
فأي رجلٍ كنت أنا
وأي حطامٍ أصبحت
لا ثقة بعدها..ولا إرادة
أعيش فقط لأنني لازلت أعيش
لا سبب يدفعني للبقاء حياً
سوى أن قدري لم يحن بعد
طقطقة مفاصلي تدل على شيخٍ كبير
زادي حزن وهم...وبعض مسيلات الدموع
فأين رحلت هي
وأي جسدٍ تركت بعدها..؟؟
ليت روحي بعدما رحلت أعلنت الرحيل
فلا فائدة للروح في قطعة جليد
فأنا ممن يؤمنون بعدم فناء الأرواح
فارحلي عني أيتها الروح
فلربما سكنتِ بعدي في جسد طائرٍ حرٍ طليق
لتطيري معه لكل مكان
وتتحرري من هذا الجمود